الأعمال بخواتيمها

الدليل الشامل للحج والعمرة يجب على الحاج في نهاية حجه ألا يخدش حجه بفعل شيء من المحرمات أو التفريط والتقصير فيما بقي من طاعات وواجبات ظاهرا وباطنا، ليتم ما قام به من خيرات إن كان من المحسنين ولتدارك ما فاته من طاعات إن كان من المخلطين. أسأل الله جل جلاله أن يختم للجميع في حجهم بخاتمة خير. وقد أمر الله جل وعلا عباده وحثهم في نهاية الحج على أمور، منها:  (1) كثرة الذكر قال تعالى: ﴿ فَإِذَا قَضَيْتُم مَّنَسِكَكُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَذِكْرِكُمْ ءَابَاءَكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْرًا ﴾ [البقرة: ٢٠٠]. قال ابن كثير رحمه الله تعالى: (يأمر تعالى بذكره والإكثار منه بعد قضاء المناسك وفراغها ) . وقوله: ﴿ كَذِكرِكُمْ ءَابَاءَكُمْ﴾ اختلفوا في معناه: هو كقول الصبي: «أبه أمه» يعني: كما يَلْهَج الصبي بذكر أبيه ،وأمه، فكذلك أنتم فالهجوا بذكر الله بعد قضاء النسك. عن ابن عباس قال: كان أهل الجاهلية يقفون في الموسم، فيقول الرجل منهم: كان أبي يطعم ويحمل الحمالات ويحمل الديات، ليس لهم ذكر غير فعال آبائهم، فأنزل الله على محمد «صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم»: ﴿ فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَذِكْرِكُمْ ءَابَاءَكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذكرًا﴾ . والمقصود منه الحث على كثرة الذكر الله عز وجل)(١). (2) الدعاء فقط ذكر الله جل وعلا الدعاء بعد الإرشاد إلى كثرة الذكر فقال تعالى:  ﴿ فَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آَتِنَا فِي الدُّنْيَا وَمَا لَهُ فِي الْآَخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ (200) وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آَتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآَخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ (201) أُولَئِكَ لَهُمْ نَصِيبٌ مِمَّا كَسَبُوا وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ﴾ [البقرة: ۲۰۰-۲۰۲]. قال ابن كثير رحمه الله تعالى: (ثم إنه تعالى أرشد إلى دعائه بعد كثرة ذكره، فإنه مظنة الإجابة، وذم من لا يسأله إلا في أمور دنياه، وهو معرض عن أخراه إلى أن قال رحمه الله - فجمعت هذه الدعوة كل خير في الدنيا، وصرفت كل شيء، فإن الحسنة في الدنيا تشمل كل مطلوب دنيوي من عافية، ودار رحبة، وزوجة حسنة، ورزق واسع، وعلم نافع، وعمل صالح، ومركب هنئ، وثناء جميل، إلى غير ذلك مما اشتملت عليه عبارات المفسرين، ولا منافاة بينها، فإنها كلها مندرجة في الحسنة في الدنيا، وأما الحسنة في الآخرة فأعلى ذلك دخول الجنة وتوابعها من الأمن من الفزع الأكبر في العرصات، وتيسير الحساب وغير ذلك من أمور الآخرة الصالحة وأما النجاة من النار فهو يقتضي تيسير أسبابه في الدنيا، من اجتناب المحارم والآثام وترك الشبهات والحرام) (2). والدعاء له عبادات قلبية (3) كالتضرع والاستكانة وإظهار الافتقار الله جل وعلا وغيرها. (3) كثرة الاستغفار في نهاية الحج له أثر كبير في سد ما وقع من نقص أو خلل في أداء الطاعات وهذا أمر متبع في نهاية العبادات، كالاستغفار بعد الصلاة المفروضة أو قيام الليل، وقد أفردت لموضوع الاستغفار عنوانًا مستقلاً لأهميته. (4) تقوى الله جل وعلا، فقد أمر الله جل وعلا الحجاج بالتزود بزاد التقوى لحجهم، قال تعالى: ﴿ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى﴾ [البقرة: ١٩٧]. قال ابن القيم رحمه الله: (أمر الحجيج بأن يتزودوا لسفرهم، ولا يسافروا بغير زاد، ثم نبههم على زاد سفر الآخرة، وهو التقوى. فكما أنه لا يصل المسافر إلى مقصده إلا بزاد يُبلغه إياه، فكذلك المسافر إلى الله تعالى والدار الآخرة لا يصل إلا بزاد من التقوى فجمع بين الزادين)(4). وأمر كذلك بتقواه في نهاية الحج حيث قال جل وعلا: ﴿ فَمَن تَعَجَلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَن تَأَخَّرَ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ لِمَنِ اتَّقَى وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ ﴾ [البقرة: ٢٠٣]. يقول الشيخ عبد الرحمن بن محمد الدوسري رحمه الله تعالى: (إن الحج لما كان من مكفرات الذنوب ومما لا يتكرر فعله، أكثر الله فيه من وصية عبادة الحجاج بالتزام التقوى في أداء كل شعيرة من شعائره ، وأن يكون الحاج متدرعًا بالتقوى قبل التلبس بالحج، وفي أثناء مزاولته لجميع أعمال الحج ليحظى من الله الكريم بتكفير ما سلف من ذنوبه، حتى يرجع من حجه مغفورًا له، مع العلم أن هذا الغفران مشروط بالاستدامة على التقوى حتى لا يحصل منه ما يدنس صحائفه، ويجرح شخصيته المتجددة بالحج.  ولهذا كان ختام الله سبحانه لآيات الحج: ﴿ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ ﴾ [البقرة: ٢٠٣]، وذلك إيجاب من الله على الحاج أن يتقي فيما بقي من عمره، وأن لا تخدعه الأماني ووساوس الشيطان، فيقول : سأكرر الحج حتى يغفر لي مرة ثانية، فإنه لا يدري هل يتمكن مما نوى أو يتوفاه الله وهو مخل بزاد التقوى)(5). ولذا يجب على الحاج الالتزام بتقوى الله جل وعلا في جميع شعائر الحج، متقيدا بسنة النبي«صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم» حيث قال: (لتأخذوا مناسككم) (6). وهذا الأخذ عنه التي يجب أن يكون ظاهرا وباطنا، بلا زيادة ولا نقصان. فكما كان النبي«صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم» يعلم وأصحابه كيفية الطواف بالبيت، فكان كذلك يعلمهم عليه الصلاة والسلام التضرع والخضوع والخشوع فيه. وهكذا في سائر شعائر الحج، ومن تتبع الأحاديث التي وصفت حجته «صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم» يجد ذلك. كما يجب على الحاج أن يتقي الله جل وعلا ويدع كل ما يخدش حجه من محظورات الإحرام أو الرفث وهو الجماع ومقدماته، أو الفسوق: وهي المعاصي أو الجدال وهو النقاش والحوار الذي لا فائدة من ورائه أو ما يفضي المنازعة والفرقة. فتقوى الله جل و علا في هذه الأمور كلها سبب بتوفيق الله لأن يكون الحج مبرورا، وأن يخرج الحاج من ذنوبه كيوم ولدته أمه. مراجع انظر (تفسير القرآن العظيم) (٥٥٧/١) باختصار (تفسير القرآن العظيم) (٥٥٨/١). ارجع إن شئت إلى موضوع (يوم عرفة) ففيه العبادات القلبية في الدعاء ص (۱۲۳). (إغاثة اللهفان) (٥٨/١).  (الحج أحكامه - أسراره - منافعه للشيخ عبد الرحمن الدوسري ص (٦٢). رواه مسلم رقم (۱۲۹۷).

الدليل الشامل للحج والعمرة

يجب على الحاج في نهاية حجه ألا يخدش حجه بفعل شيء من المحرمات أو التفريط والتقصير فيما بقي من طاعات وواجبات ظاهرا وباطنا، ليتم ما قام به من خيرات إن كان من المحسنين ولتدارك ما فاته من طاعات إن كان من المخلطين.
أسأل الله جل جلاله أن يختم للجميع في حجهم بخاتمة خير. وقد أمر الله جل وعلا عباده وحثهم في نهاية الحج على أمور، منها:
 (1) كثرة الذكر قال تعالى: ﴿ فَإِذَا قَضَيْتُم مَّنَسِكَكُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَذِكْرِكُمْ ءَابَاءَكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْرًا ﴾ [البقرة: ٢٠٠].
قال ابن كثير رحمه الله تعالى: (يأمر تعالى بذكره والإكثار منه بعد قضاء المناسك وفراغها ) .
وقوله: ﴿ كَذِكرِكُمْ ءَابَاءَكُمْ اختلفوا في معناه:
  • هو كقول الصبي: «أبه أمه» يعني: كما يَلْهَج الصبي بذكر أبيه ،وأمه، فكذلك أنتم فالهجوا بذكر الله بعد قضاء النسك.
  • عن ابن عباس قال: كان أهل الجاهلية يقفون في الموسم، فيقول الرجل منهم: كان أبي يطعم ويحمل الحمالات ويحمل الديات، ليس لهم ذكر غير فعال آبائهم، فأنزل الله على محمد «صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم»: ﴿ فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَذِكْرِكُمْ ءَابَاءَكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذكرًا . والمقصود منه الحث على كثرة الذكر الله عز وجل)(١).
(2) الدعاء فقط ذكر الله جل وعلا الدعاء بعد الإرشاد إلى كثرة الذكر فقال تعالى:  ﴿ فَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آَتِنَا فِي الدُّنْيَا وَمَا لَهُ فِي الْآَخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ (200) وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آَتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآَخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ (201) أُولَئِكَ لَهُمْ نَصِيبٌ مِمَّا كَسَبُوا وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ﴾ [البقرة: ۲۰۰-۲۰۲].
قال ابن كثير رحمه الله تعالى: (ثم إنه تعالى أرشد إلى دعائه بعد كثرة ذكره، فإنه مظنة الإجابة، وذم من لا يسأله إلا في أمور دنياه، وهو معرض عن أخراه إلى أن قال رحمه الله - فجمعت هذه الدعوة كل خير في الدنيا، وصرفت كل شيء، فإن الحسنة في الدنيا تشمل كل مطلوب دنيوي من عافية، ودار رحبة، وزوجة حسنة، ورزق واسع، وعلم نافع، وعمل صالح، ومركب هنئ، وثناء جميل، إلى غير ذلك مما اشتملت عليه عبارات المفسرين، ولا منافاة بينها، فإنها كلها مندرجة في الحسنة في الدنيا، وأما الحسنة في الآخرة فأعلى ذلك دخول الجنة وتوابعها من الأمن من الفزع الأكبر في العرصات، وتيسير الحساب وغير ذلك من أمور الآخرة الصالحة وأما النجاة من النار فهو يقتضي تيسير أسبابه في الدنيا، من اجتناب المحارم والآثام وترك الشبهات والحرام) (2).

والدعاء له عبادات قلبية (3) كالتضرع والاستكانة وإظهار الافتقار الله جل وعلا وغيرها.
(3) كثرة الاستغفار في نهاية الحج له أثر كبير في سد ما وقع من نقص أو خلل في أداء الطاعات وهذا أمر متبع في نهاية العبادات، كالاستغفار بعد الصلاة المفروضة أو قيام الليل، وقد أفردت لموضوع الاستغفار عنوانًا مستقلاً لأهميته.
(4) تقوى الله جل وعلا، فقد أمر الله جل وعلا الحجاج بالتزود بزاد التقوى لحجهم، قال تعالى: ﴿ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى﴾ [البقرة: ١٩٧].

قال ابن القيم رحمه الله: (أمر الحجيج بأن يتزودوا لسفرهم، ولا يسافروا بغير زاد، ثم نبههم على زاد سفر الآخرة، وهو التقوى. فكما أنه لا يصل المسافر إلى مقصده إلا بزاد يُبلغه إياه، فكذلك المسافر إلى الله تعالى والدار الآخرة لا يصل إلا بزاد من التقوى فجمع بين الزادين)(4).
وأمر كذلك بتقواه في نهاية الحج حيث قال جل وعلا: ﴿ فَمَن تَعَجَلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَن تَأَخَّرَ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ لِمَنِ اتَّقَى وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ ﴾ [البقرة: ٢٠٣].

يقول الشيخ عبد الرحمن بن محمد الدوسري رحمه الله تعالى: (إن الحج لما كان من مكفرات الذنوب ومما لا يتكرر فعله، أكثر الله فيه من وصية عبادة الحجاج بالتزام التقوى في أداء كل شعيرة من شعائره ، وأن يكون الحاج متدرعًا بالتقوى قبل التلبس بالحج، وفي أثناء مزاولته لجميع أعمال الحج ليحظى من الله الكريم بتكفير ما سلف من ذنوبه، حتى يرجع من حجه مغفورًا له، مع العلم أن هذا الغفران مشروط بالاستدامة على التقوى حتى لا يحصل منه ما يدنس صحائفه، ويجرح شخصيته المتجددة بالحج.

ولهذا كان ختام الله سبحانه لآيات الحج: ﴿ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ ﴾ [البقرة: ٢٠٣]، وذلك إيجاب من الله على الحاج أن يتقي فيما بقي من عمره، وأن لا تخدعه الأماني ووساوس الشيطان، فيقول : سأكرر الحج حتى يغفر لي مرة ثانية، فإنه لا يدري هل يتمكن مما نوى أو يتوفاه الله وهو مخل بزاد التقوى)(5).

ولذا يجب على الحاج الالتزام بتقوى الله جل وعلا في جميع شعائر الحج، متقيدا بسنة النبي«صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم» حيث قال: (لتأخذوا مناسككم) (6).
وهذا الأخذ عنه التي يجب أن يكون ظاهرا وباطنا، بلا زيادة ولا نقصان.
فكما كان النبي«صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم» يعلم وأصحابه كيفية الطواف بالبيت، فكان كذلك يعلمهم عليه الصلاة والسلام التضرع والخضوع
والخشوع فيه. وهكذا في سائر شعائر الحج، ومن تتبع الأحاديث التي وصفت حجته «صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم» يجد ذلك.
كما يجب على الحاج أن يتقي الله جل وعلا ويدع كل ما يخدش حجه من محظورات الإحرام أو الرفث وهو الجماع ومقدماته، أو الفسوق: وهي المعاصي أو الجدال وهو النقاش والحوار الذي لا فائدة من ورائه أو ما يفضي المنازعة والفرقة.
فتقوى الله جل و علا في هذه الأمور كلها سبب بتوفيق الله لأن يكون الحج مبرورا، وأن يخرج الحاج من ذنوبه كيوم ولدته أمه.

مراجع

  1. انظر (تفسير القرآن العظيم) (٥٥٧/١) باختصار
  2. (تفسير القرآن العظيم) (٥٥٨/١).
  3. ارجع إن شئت إلى موضوع (يوم عرفة) ففيه العبادات القلبية في الدعاء ص (۱۲۳).
  4. (إغاثة اللهفان) (٥٨/١).
  5. (الحج أحكامه - أسراره - منافعه للشيخ عبد الرحمن الدوسري ص (٦٢).
  6. رواه مسلم رقم (۱۲۹۷).
تعليقات



    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -
    news-releaseswoman