(1) المحبة والشوق : فطواف الوداع يسد جوعة المشتاقين، حيث هو آخر أعمال الحاج، فطواف الوداع له من اسمه نصيب.
وبات حجيج الله بالبيت محدقا
ورحمةُ رَبِّ العرشِ ثَمَّتَ تَغْشَاهُ
تَدَاعَتْ رفــاق بالرحيل فما ترى
سوى دمع عين بالدماءِ مَزَجْنَاهُ
لِفُرْقَةِ بيتِ اللهِ والحَجَر الذي
لأجلهما صَعْبُ الأُمورِ سَلَكْنَاهُ
وودعت الحجاج بيت الههَا
وكُلُّهُمُ تجري من الحزنِ عَيْنَاهُ
فلله كم باك وصاحب حَسْرَةٍ
يَوَدُّ بأَنَّ اللهَ كَـان تَوَفَّـاهُ
فلو تشهد التوديع يوما لبيته
فإِنَّ فِراقَ البيتِ مُرٌّ وَجَدْنَاهُ
فما فُرْقَةُ الأولاد واللهِ إِنَّهُ
أمَرُّ وأَدْهَى ذاك شيءٌ خَبِرْنَاهُ
فمن لم يُجرِّب ليسَ يعرفُ قَدرَهُ
فجرب تجد تصديق ما قدْ ذَكَرْنَاهُ
لقَدْ صَدَعَتْ أكبادنا وقلوبنا
ما نحنُ من مُرُ الفِرَاقِ شَرِبْنَاهُ
وَوَالله لولا أنْ نُؤَمل عودة
إليه لذقنا الموت حين فُجعناه (٢).
(2) الخوف: الحاج عند طوافه بالبيت طواف الوداع يتذكر حق الله جل وعلا عليه ويتذكر تقصيره في حجه، فينتابه الخوف من عدم القبول فيدفعه الخوف إلى التوبة والاستغفار، والخضوع والانكسار.
(3) الرجاء : الحاج عند طوافه بالبيت طواف الوداع يتذكر أن الله جل جلاله قد أكرمه بطاعته وأذن له بمناجاته في أشرف البقاع، وأعظم المشاعر، ويسر له حجه، وحرم غيره، فهو مع هذا الكرم الرباني والجود الإلهي يطمع أن يقبل الله جل وعلا حجه فيكون جزاؤه الجنة، ويرجو وأن يخرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه.
(٤) الحياء : يطوف الحاج طواف الوداع والحياء يتجلله، ولسان حاله يقول: رب كيف بي وقد أكرمتني بضيافتك وأعصيك وأقصر في طاعتك عند بيتك وفي محل ضيافتك، فاعفُ عني يا كريم. فالحاج إذا استحضر هذه العبادات في قلبه حال طوافه وتعبد الله جل وعلا بها حقا وصدقًا؛ فإنه حري أن يقبل حجه ويغفر ذنبه، فإن الله جل وعلا جواد كريم.
مراجع
- رواه البخاري رقم (١٧٥٥).
- رواه البخاري رقم (١٧٥٦).
أكتب تعليقك هتا